السبت، 14 أغسطس 2010

قصه و عبره

~ السلام عليكم و رحمه الله وبركاته ~
^
منذ عده اسابيع جلست و الملل يغمرني فاخذت اقلب قنوات التلفاز لعلي اجد شيئا ينتزع مني هذا الملل
^
اقلب القنواه واحد تلو الاخرى و لم اجد برنامج يستحق المشاهده
^
حتى وقفت على القناه الثقافيه للمملكه العربيه السعوديه
^
شدني اسم القناه و نظرا لاني لم اكن اعرف بوجودها من قبل
^
فانا لست من محبي التلفاز و ان شاهدته اكون برفقه اسرتي و اشاهد معهم ما يشاهدونه و اغلب الاوقات قنوات الاطفال
^
شدني الاسلوب و اخذت استمع اليه بانصات و اول ما استمعت اليه هو " ابتلي اخوتك يا بني فان الوفي فيهم قليل"
^
هزت مسامعي هذه الجمله و قررت ان اكمل البرنامج الى نهايته
^
و بعد شرحه للقصه و احكامها و قصصها و مواعضها اقتبست المعنى و فهمت ما في بدايه القصه من احداث
^
يقال ان شيخ من شيوخ العرب القدماء كان لديه ولدان و يقال لهما سعد و سعيد
^
و كان هذا الشيخ صاحب حكمه و رأي و اراد ان ينير بصيرة ابنائه في اخر اوقاته و هو على فراش الموت ارسل في طلب ابنائه
^
اخذ يوصيهم لكي ياخذو من الحياه حكمها و مواعضها فقال لهم
" ابتلي اخاك فان الوفي فيهم قليل "
^
و قد استمع كل من سعد و سعيد الى وصيه والدهم الاخيرة
^
اما الاول و هو سعد فقد اكتفى بكلام والده
^
اما سعيد فاخذ يفكر و يحاور نفسه قائلا: لم يقل ابي هذا عبثا
بل له في ذلك مقصداً
^
و يجب علي ان اعرف مراد والدي من قوله هذا
^
فاخذ شاه او بعير و ادخله في خباه ( خيمته او داره )
^
و سل سيفه و نحره و طرحه بعد ذلك قتيلا
^
و وضعه في ركن من اركان الدار
^
و غطى الجثه الميته بقطعه من القماش
^
و جعل القليل من الدم يظهر من تحت الغطاء
^
بعد ذلك ارسل في طلب احد اصحابه المقربين
^
و قال ان هذا لاقرب اخ لي و لي معه عشرة طويله
^
فاتى صاحبه الى داره و قال له مالك يا سعيد
^
فرد عليه سعيد مالي عندك
^
فاجاب بثقة لك عندي كل ما تأمر به و لو كانت مقلتيَ
^
التفت سعيد الى الجثه المغطاه و قال ارأيت الذي هناك
^
فالتفت صاحبه و نظر الى القماش و الدم من تحته و قال و قد تغيرت نبرة صوته ما هذا ؟
^
فاجابه سعيد هذه جثه قد صرعتها دون قصد و انا الآن حائر فيما اعمل افتعينني عليها حتى اتخلص منها ؟
^
فتغيرت نظراته و شحب لونه و قال لا و الله لا دخل لي مما عملت
^
فرد عليه سعيد اريدك ان تعينني على التخلص منها فقط و انا لم اقصد قتله ولكنني فعلت هذا دون قصد مني
^
فرد عليه الا هذه اعذرني لا استطيع ان اعينك بها
ففر بعد ذلك مسرعا خارج من داره تاركا سعيد خلفه
^
فبدا سعيد يتفهم معنى الحكمه التي قالها والده او الوصيه قبل ان يتوفاه الاجل
^
فقال لاختبر صاحبي الثاني و اني اعرف انه لن يخذلني مثل الاول
^
فاتى الثاني و دار الحوار مثل الحوار الذي دار بين سعيد و بين صاحبه الاول
^
و قاله له سعيد مالي عندك؟
^
فقال لك ما تأمر و لو طلبت روحي
^
و عندما اشار سعيد الجثه المغطاه شحب لونه و تغير اسلوبه و فر فرار صاحبه الاول
^
فقال سعيد لا و الله مامن صاحب في هذا الايام
^
تخلى عني من اعتقدت انهم سينصرونني في الشدائد و المحن
^
و لكني ساختبر صديق اخر
اقرب واحد بعد هؤلاء
^
و ان فشل في الاختبار لاعتزلن الناس جميعا
^
فلا خير في هذه الدنا و لا خير في اصحابها
^
فارسل بصاحبه الثالث
^
و دار حوار مثل الحوار الذي دار من قبل
^
و عندما اشار الى الجثه و اخبره بطلبه
^
اجابه صاحبه هل هذا كل ما في الامر؟!
^
فاستغرب سعيد
^
و قال انها جثه قد صرعتها!!
^
و هو الأن قتيل !!
^
و اريدك ان تعينني على التخلص منها
^
فالتفت صاحبه الى عبدٍ (خادم ) جالسه في الدار
^
فقال اشهد هذا العبد قتل هذا الرجل
^
قال بلى شهدها فلم يكن سواي و الرجل و هذا العبد
^
فتوجه صاحبه باتجاه العبد ورفع سيفه و قطع راس العبد
^
فصاح سعيد ماذا فعلت ؟!!
^
لما قتلت العبد ؟؟!!
^
فقال الم تقل انه شهدك و انت تقتل الرجل
^
انه عبد ليس له مأمن كيف لك ان تأمنه لان يفضحك
^
فسرد له سعيد الروايه و كيف انه وضعهم في اختبار لكي يعرف مقياس وفائهم و كيف ذبح الشاه و غطاها بالقماش و مثل قصه الجثه و القتيل
^
فقال لو انك انتظرت بضع دقائق فما صار الذي صار
فاجابه لا رد للسيف بعد رفعه الامر قد انتهى و الرجل قد صرع على الارض
^
^
هل من الممكن ان تختبر الصداقه الى هذا الحد ؟؟
^
و هل الصديق يقف بجانب صديقه حتى في وضع مثل هذا ؟؟
^
نعم
^
للصداقع انواع
^
و توضح هذه الانواع في الشدائد و المحن
^
بنظري ليس بالضروره ان اضع اختبارا مثل اختبار سعيد
^
فالدنيا كالكتاب تمتلأ بالصفحات
^
و كل صفحه لها لون و مضمون تختلف عما بعدها و قبلها
^
و بين سطورها هناك العديد من المواقف و المصائب التي ستكشف غطاء الوفاء لدى الاصحاب
^
و الاوفياء قليلون بالمقارنه بمن حولهم و هذا ما يميزهم

هناك 10 تعليقات:

  1. لا حول ولا قوة الا بالله

    ...
    فعلا الاوفياء قله
    لكن الموضوع ما يوصل لدرجه هذا الاختبار الصعب
    مهما كان الواقع مر
    :)

    ردحذف
  2. الله يملأ حياتنا بأصدقاء أوفياء ..

    قواج الله ..

    ردحذف
  3. رااائع وصحيح الاوفياء قله

    في هاذا الزمن

    استمتعت بقراءة تدوينتك ابدعتي غاليتي

    وليس بالغريب عليكِ =)

    وفقك الله

    تقبلي مروري

    محبتك في الله

    زٍحَ’ـمةَ حَ’ـڪيّ..||≈

    ردحذف
  4. قياديه طموحه
    هلا و غلا
    اي اهو الموضوع ما يستاهل يذبح فيه بس الي عجبني بالموضوع ان وقف مع اخوه حتن في موقف مثل هذا منو في هالزمن يوقف مثله
    لكن اختبار سعيد على ما اعتقد اصعب اختبار للصداقه

    ردحذف
  5. ebtsamh
    آمين ان شاء الله
    يقويج ^_^

    ردحذف
  6. زٍحَ’ـمةَ حَ’ـڪيّ..||≈
    الله يعطيج العافيه
    مرورج يسعدني دووم
    شكرا جزيلا ^_^

    ردحذف
  7. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لو كنت أنا صديق لسعيد لكنت قلت له
    سلم نفسك للعدالة لأنه العدل لازم يآخذ مجراه
    و إن كنت أعز سعيد بمستوى روحي لكنت فديته بعمري
    ولكني ماراح أجذب و أقول أنا اللي قتلته لأنه مهما كان صديقي عزيز على قالبي و أحبه فما راح يعلو حبه على الله
    وأنا أرى انه ابتلاء سعيد ليس في محله و حكمة والده في محلها نبتلي الاصدقاء ولكن بما يطيقون و بحدود المعقول...فالوفاء شيء و التعاون على الإثم شيء
    هذا رأيي الشخصي

    ردحذف
  8. خاتون
    و عليكم السلام و الرحمه
    و الله سعديد هذا ما ادري في اي زمن بالضبط في الاسلام ام قبله
    لكنه ما قتل الا خروووف
    لكن صاحبه الي تسرع و كانت رده فعله غلط بان يقتل الخادم
    و انا رايي مثل رايج ما توصل الى مسأله الى اعصي ربي علشان اوقف مع صديقي و راح يكون رايي مثل رايج ان يسلم نفسه للعداله و اوقف معاه و اواسي في الشدائد

    و صدقتي نبتلي الاصدقاء بحدود المعقول
    رايج راي اي واحد عاقل يا خاتون
    شكرا للمناقشه ^_*

    ردحذف
  9. السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة

    رمضان كريم
    القصة مرة مواثرة ولكن في رأي العالم مازال بخير واكيد في اصدقاء حقيقيون في مكان ما.


    اما عن الصديق الذي يناصر صديقة في الباطل فهو لبس صديق حقيقي .
    الصديق من يرجو لي الخير ويدلني علية وليس من يناصرني في الباطل ويصلح اخطا بخطا اخر .

    ردحذف
  10. وااااااااااااو روعه جدا القصه

    ومعبره


    يعطيك العافيه طموحه

    ردحذف

حياكم الله ...